إفشال النجاح قمة الفشل

إفشال النجاح.. قمة الفشل!

إفشال النجاح.. قمة الفشل!

 الالأردن اليوم -

إفشال النجاح قمة الفشل

بقلم - عماد الدين أديب

 هل تعرفون ما أسهل شىء يمكن فعله أثناء الأزمات الكبرى؟

الإجابة المباشرة هى: المزايدة، والشعبوية، والتصريحات النارية!

وهل تعرفون ما هو أصعب شىء وسط الأزمات الكبرى؟

الإجابة هى: الإنجاز الفعلى فى ظل الإمكانيات والظروف المتوفرة لصالح مجموع الناس!

وسط أزمة كورونا ظهرت مزايدات وعملية ابتزاز، وأكاذيب، وانحطاط ضمائر البعض، وظهرت أيضاً بطولات وتضحيات وصفاء نفس، وروعة أرواح، وتفانى بعض البشر.

أزمة كورونا أظهرت أسوأ وأفضل ما فينا.

أحقر شىء - أخلاقياً - من وجهة نظرى هو هؤلاء الذين حاولوا شعبوياً الاتجار بمخاوف وهموم وبراءة العامة من الناس بهدف «تخليص حسابات» وتسوية فواتير سياسية مع أعدائهم وخصومهم.

اختلفوا كما شئتم، فلا يوجد منذ بدء التاريخ، فى هذا الكون من أقصى الأرض إلى أدناها من هو فوق المساءلة أو المحصن ضد النقد والانتقاد.

يعتبر عملاً خارج كل قواعد الأخلاق أن تستغل لحظة أزمة ضاغطة لا دخل لخصمك بها ثم تحاول ضربه تحت الحزام، بلا رحمة، بلا أخلاق، بلا تبرير، بلا منطق، بلا دين.

الخصم الشريف، هو ذلك الذى يدافع عن أفكاره ومبادئه بشجاعة وأخلاق، ويعرف كيف يمكن له أن يتوقف عن التعرض للغير عند الكوارث والأزمات الكبرى، ويقوم - مؤقتاً - بتجميد عداوته، احتراماً للحظة الزمنية، والأزمة الوقتية، لأن هذا ليس زمن المزايدة ولكن زمن «التكاتف الإنسانى» لإنقاذ الوطن من تعرضه لأزمة قلبية جماعية كادت تعصف بحياته.

أعظم سياسى، وأكثرهم نضجاً، وأفضلهم خلقاً، هو ذلك الذى يعلو على عداوته احتراماً لما هو أهم وأخطر، ذلك هو صالح الوطن كبيره وصغيره، غنيه وفقيره، مؤيده ومعارضه، مسلميه ومسيحييه، جنوبه وشماله، حاكمه ومحكومه.

أكثر الساسة حقارة وبلا أخلاق هو شبيه ذلك المصارع فى حلبة مباراة المصارعة الحرة، الذى يستغل فرصة سقوط خصمه متألماً بسبب كسر فى ضلوعه وينهال عليه ضرباً موجعاً فى مكان الكسر غير مكترث بتدخل حكم المباراة لمنعه عن هذا العمل المخالف لقانون اللعبة والأخلاقيات الإنسانية.

فى الأزمات، تظهر لحظات السمو الإنسانى بمعنى: كيف يعلو الإنسان فوق مصالحه الخاصة، وأمام عمليات الثأر والثأر المضاد، ومعارك تصفية الحسابات وتحصيل الفواتير التاريخية المؤجلة.

إنها تلك اللحظة التى يظهر فيها - بصدق - معدن الرجال، وطبيعة الضمائر، ومدى صفاء القلوب، وذكاء العقول.

«هلكونا» أنصار مدرسة النفاق والتمجيد والتفخيم والتبجيل.

و«هلكونا» - أيضاً - أنصار مدرسة «العدمية» و«التحقير» و«الإقلال» من كل إنجاز إيجابى، وكأن الحياة سوداوية بلا إيجابيات، بلا بشر تنطبق عليهم معايير الإنجاز، وحسن الخلق، والكفاءة، والطيبة، والطهارة.

مدرسة كل شىء رائع، وردى، جميل، مبدع، «ليس له مثيل» فى التاريخ.. كارثة!

ومدرسة كل شىء سيئ، فاسد، فاشل، منحرف، إجرامى، متآمر لا معنى له.. هى أيضاً كارثة!

وكما ذكر التاريخ المعاصر مدى التدنى والهبوط الأخلاقى لدى البعض، فإن تلك الأزمة أظهرت نقاء وصفاء وطهارة وبطولة وتفانى وكرم عطاء، وإنسانية بعضنا.

سوف يذكر التاريخ عظمة أفراد الجيش الأبيض من أطباء العالم كبيره وصغيره، الأطباء والطبيبات، الممرضين والممرضات، الإداريين والإداريات.

سوف يذكر التاريخ الجمعيات الخيرية، وجماعات المجتمع المدنى، ورجال أعمال ومصارف، وشركات خاصة وهيئات عامة أعطت بلا حساب وبلا حدود.

وسوف يذكر التاريخ جيوشاً محاربة دخلت معركة شرسة على أرض قتال فيروس غامض، قاتل، لا مصل ولا علاج أكيد له.

سوف يذكر التاريخ رجال أمن حملوا عبء تأمين البلاد والعباد، ومحاولة الضبط والسيطرة لعمل من أصعب الأعمال وهو ضمان قيام الناس بالاحتجاز الطوعى لأنفسهم فى بيوتهم حفاظاً على سلامتهم وسلامة المجتمع.

باختصار.. سوف يذكر التاريخ أن بعضنا قد سقط سقوطاً مدوياً، وظهر لنا أسوأ ما فيه، وسوف يذكر أيضاً أننا بفضل الله ونعمته علينا خرج منا رجال ونساء هم أفضل ما فينا، قدموا أرواحهم من أجلنا، بارك الله فيهم لما قدموا لنا.

jordantodayonline

GMT 00:33 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عن ردع إيران إقليمياً ودولياً

GMT 00:24 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لكنْ ماذا عن المسلمين أنفسهم؟

GMT 00:20 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العرب بين أميركا بايدن أو ترمب

GMT 00:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أسبوع عالمي «إرهابي» بامتياز

GMT 00:04 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حرمان الأمومة... مرتين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إفشال النجاح قمة الفشل إفشال النجاح قمة الفشل



ارتدت فستانًا أسود دون أكمام وبقصّة الأوف شولدرز

سيرين عبدالنور تخطف أنظار متابعيها في أحدث إطلالاتها

القاهره_العرب اليوم

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

تعرّفي على أبرز الشائعات في مجال العناية بالشعر

GMT 04:16 2016 السبت ,24 أيلول / سبتمبر

كريستين ستيوارت مثيرة في حفل إطلاق عطر شانيل

GMT 23:38 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

عبدالفتاح ينتقد تصريحات آل الشيخ عن التحكيم المصري

GMT 22:03 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

مهرجان الفيلم الأوروبي في رومانيا مايو المقبل

GMT 13:30 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

مراهق لبناني يتمكّن من هزيمة "الحوت الأزرق"

GMT 21:23 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

أكثر من 95٪ من سكان العالم يتنفسون هواء غير صحي

GMT 10:04 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

"Owl" تنتج أسرع سيارة كهربائية في العالم

GMT 12:31 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

زيزو يعلن أسباب الموافقة على إعارة الثلاثي للسعودية

GMT 05:16 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

أفضل وأرقى الشواطئ الأكثر تميزًا في تايلاند

GMT 23:37 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

سعر الريال السعودي مقابل درهم إماراتي السبت

GMT 20:43 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح تذاكر ديربي الجزائر بين المولودية واتحاد العاصمة

GMT 01:29 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"الطوبية " طريقة تقليدية لبناء البيوت في شرق المغرب

GMT 22:58 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب السد يخشى انتفاضة الخور في الدوري القطري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline
jordantodayonline jordantodayonline jordantodayonline
jordantodayonline
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab