كل الشكر… لميشال عون

كل الشكر… لميشال عون

كل الشكر… لميشال عون

 الالأردن اليوم -

كل الشكر… لميشال عون

خيرالله خيرالله

يقبل ميشال عون، في ضوء ما يقوله، أن يكون رئيسا على الدويلة اللبنانية في دولة 'حزب الله' التي تكاد أن تكون مجرد مستعمرة إيرانية لولا مقاومة اللبنانيين الشرفاء.

ثمة فائدة وحيدة من الحديث التلفزيوني الأخير للنائب المسيحي ميشال عون. في هذا الحديث الذي أجراه مع عون الزميل مرسيل غانم، تحدّث زعيم “تيّار التغيير والإصلاح” بثقة عن مستقبل النظام السوري بقيادة بشّار الأسد. توقع عون بقاء هذا النظام مسيطرا على سوريا في ضوء الاتفاق الذي توصلّت إليه مجموعة الخمسة زائد واحد مع إيران في شأن ملفّها النووي.

من يستمع إلى ميشال عون في الحوار الطويل مع مرسيل غانم، يتأكّد من أن النظام السوري ساقط لا محالة. أكثر من ذلك، هذا النظام سقط وصار في مزبلة التاريخ. لكنّ من يرى في نفسه زعيم المسيحيين في لبنان يرفض أخذ العلم بذلك، كونه لم ينضج سياسيا بعد، على الرغم من تجاوزه الثمانين. هذا من جهة.

لكنّ الأهمّ من ذلك، أن الرجل لا يريد، من جهة أخرى، أن يتعلّم شيئا من تجارب الماضي، بما في ذلك تجاربه الشخصية. تتلخّص هذه التجارب بعبارة واحدة. كلّ ما يقوله ميشال عون لا علاقة له بالواقع، لا من قريب ولا من بعيد. عكس ما يقوله هو الصحيح، وهو الواقع.

هناك شخص يعتبر نفسه سياسيا لبنانيا يمتلك “حق” أن يكون رئيسا للجمهورية. هكذا بكلّ بساطة. يرى ميشال عون أن هذا حقّ له، ربّما كان حقّا موروثا عن والده، لا علم لأي لبناني بوجوده.

لم يأخذ اللبنانيون علما بهذا الحقّ. الحاجز الوحيد الذي يقف في وجه ميشال عون وطموحاته هو أهل السنّة في لبنان، فضلا عن موقف المملكة العربية السعودية. بالنسبة إليه، تدير السعودية أهل السنّة في لبنان وتسيرّهم وفق أهوائها. ذهب النائب المسيحي إلى حدّ اتهام الأمير سعود الفيصل، رحمه الله، بأنّه وضع “فيتو” على توليه رئاسة الجمهورية. هذا يشير إلى أن الأمير سعود الذي بقي وزيرا للخارجية طوال أربعين عاما، كان بالفعل دبلوماسيا استثنائيا يمتلك ثقافة واسعة وخبرة طويلة ويعرف الناس، ويفرّق بين السياسي الجدّي والسياسي المهرّج الذي على استعداد للعب دور الأداة لدى الأداة الإيرانية المعروفة في لبنان.

الأرقام لا تكذب. هناك أرقام متعلّقة بعدد المسيحيين الذين تسبب ميشال عون في تهجيرهم من لبنان عندما كان على رأس حكومة مؤقتة، رفض المسلمون المشاركة فيها، لا تتجاوز مهمتها توفير الظروف المناسبة لانتخاب رئيس للجمهورية خلفا للرئيس أمين الجميّل. غادر الجميّل القصر الرئاسي في بعبدا في سبتمبر 1988، لدى انتهاء ولايته الرئاسية. سارع ميشال عون، وقتذاك، إلى الإقامة في القصر وبقي فيه حتى الثالث عشر من أكتوبر 1990. غادر القصر هاربا بعدما ترك فيه زوجته وبناته الثلاث، وذلك عندما اشتد القصف السوري. لجأ إلى السفارة الفرنسية حيث بقي فترة لجأ بعدها إلى فرنسا.

ما يُطمئن في كلام ميشال عون عن مستقبل النظام السوري أن كلّ توقعاته السياسية كانت مجرّد أحلام ليلة صيف. فخلال وجود “الجنرال” في قصر بعبدا، دخل في مواجهة مع النظام السوري وتعهّد بتحطيم رأس حافظ الأسد. اتكل على حليفين معروفين هما صدّام حسين وياسر عرفات كانا على خلاف مع حافظ الأسد. أين المشكلة في استخدام ميشال عون في توجيه كلام كبير، من النوع البذيء إلى الأسد الأب، خصوصا أنّ نتائج كلامه سيتحمّلها لبنان واللبنانيون؟

ماذا كانت نتيجة تطاول ميشال عون على حافظ الأسد؟ النتيجة أكثر من معروفة. انتهى ميشال عون لاجئا في فرنسا، ووضع حافظ الأسد يده على لبنان، كلّ لبنان، بعدما كانت هناك منطقة لبنانية تشمل قصر بعبدا ووزارة الدفاع خارج السيطرة السورية.

مثلما أخطأ ميشال عون في توقعات الأعوام 1988 و1989 و1990، لا يوجد أدنى سبب كي تصحّ توقعات 2015، هو الذي قال في بداية الثورة السورية إن النظام سيسيطر، تماما، على الوضع بعد أيّام. من يتذكّر تصريحه المشهور عن “يوم الثلاثاء”. قصد، وقتذاك، في العام 2011 أنّ المسألة مسألة أيّام وينتهي كلّ شيء لمصلحة النظام!

هناك سياسيون، من بينهم ميشال عون، لا يفهمون بالسياسة. لدى هذا النوع من السياسيين فائدة وحيدة. يكفي للمرء الرهان على عكس ما يتوقعونه حتى يكسب رهانه!

لا يستطيع ميشال عون استيعاب أنّ لا مستقبل له حتّى لو أمضى كلّ يوم من أيام ما تبقى من حياته في مهاجمة أهل السنّة. كيف يمكن للبنانيين أن يأتوا به رئيسا للجمهورية وهو استخدم المدافع والدبابات التي زوده بها صدّام حسين من أجل قتل المسلمين في ما أسماه “حرب التحرير”، ثم الانقضاض على “القوات اللبنانية” في ما سمّي “حرب الإلغاء”. حرّر لبنان من اللبنانيين وألغى المسيحيين من المعادلة السياسية، إلى حدّ كبير. تلك كانت نتيجة السنوات التي أمضاها ميشال عون في قصر بعبدا. هل من عاقل يمكن أن يعيده إلى القصر، على الرغم من وجود بعض التأييد له في بعض الأوساط المسيحية، خصوصا أنّه يعزف على وتر حسّاس جدا لدى الطبقة المسيحية ما دون المتوسّطة؟ إنّه وتر إثارة الغرائز المذهبية والطائفية الذي يختزله بـ”استعادة حقوق المسيحيين”. هل من إساءة أكبر من هذه الإساءة إلى مسيحيي لبنان الذين آمنوا، دائما، بالدولة المدنية والنظام الديمقراطي وحقوق المواطن اللبناني بعيدا عن السلاح غير الشرعي الذي انتفضوا في وجهه في الماضي؟

لعلّ أخطر ما في حوار ميشال عون مع مرسيل غانم تجاهله التام للدولة التي أقامها “حزب الله”، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، على حساب الدولة اللبنانية. يقبل ميشال عون، في ضوء ما يقوله، أن يكون رئيسا على الدويلة اللبنانية في دولة “حزب الله” التي تكاد أن تكون مجرّد مستعمرة إيرانية لولا مقاومة اللبنانيين الشرفاء. يقاوم لبنانيون من كلّ الطوائف هذا التوجّه الإيراني. هل هذا ما يفسّر نقمة ميشال عون على أهل السنّة وعلى المسيحيين الذين يعترضون على توجهاته؟

في النهاية، لا يمكن إلّا توجيه شكر من الأعماق إلى “الجنرال” على طمأنته أهل بلده على مستقبل النظام السوري. الرجل لا يعرف سوى ارتكاب الأخطاء التي تبلغ في معظم الأحيان مستوى الجرائم. ففي أواخر الثمانينات نفّذ كلّ ما كان مطلوبا منه سوريا، خصوصا عندما دمّر المناطق المسيحية على أهلها. وفي أيّامنا هذه ينفّذ كل المطلوب إيرانيا عندما يعطّل انتخابات رئاسة الجمهورية. سيتبيّن قريبا هل ستتغيّر إيران في لبنان في ضوء التفاهم مع الإدارة الأميركية في شأن ملفّها النووي وفي شأن ما قد يكون أبعد من ذلك.

في كلّ الأحوال، يكون عون لعب الدور المحدّد له، وذلك على حساب لبنان واللبنانيين، خصوصا المسيحيين منهم. هل من لعبة أخرى، غير لعبة الأداة، برع فيها “الجنرال” منذ بدأ يحلم برئاسة الجمهورية؟

jordantodayonline

GMT 00:33 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عن ردع إيران إقليمياً ودولياً

GMT 00:24 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لكنْ ماذا عن المسلمين أنفسهم؟

GMT 00:20 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العرب بين أميركا بايدن أو ترمب

GMT 00:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أسبوع عالمي «إرهابي» بامتياز

GMT 00:04 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حرمان الأمومة... مرتين

GMT 00:38 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز اليوم في الانتخابات الأميركية الفيل أم الحمار..؟

GMT 18:23 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نكات وأقوال أغلبها عن النساء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كل الشكر… لميشال عون كل الشكر… لميشال عون



ارتدت فستانًا أسود دون أكمام وبقصّة الأوف شولدرز

سيرين عبدالنور تخطف أنظار متابعيها في أحدث إطلالاتها

القاهره_العرب اليوم

GMT 05:44 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:10 2015 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

مستشفى إبراهيم عبيد الله تفحص 3952 مريضَا بالقلب

GMT 22:07 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

عصير البصل يحسن الدورة الدموية ويخلص من الصلع

GMT 16:34 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

"الكاف" يعاقب الصفاقسى التونسى

GMT 06:23 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

نوال الزغبي تتألق بفستان فضي في أحدث حفلاتها

GMT 18:32 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

المدافع سيرجيو راموس يعود لمنتخب إسبانيا

GMT 12:09 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

مباحث ودراسات في التاريخ والخطط" كتاب من تراث مصطفى جواد"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline
jordantodayonline jordantodayonline jordantodayonline
jordantodayonline
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab