بين ترامب وإيران… ما ذنب لبنان

بين ترامب وإيران… ما ذنب لبنان

بين ترامب وإيران… ما ذنب لبنان

 الالأردن اليوم -

بين ترامب وإيران… ما ذنب لبنان

بقلم - خير الله خير الله

من يؤخر تشكيل الحكومة اللبنانية عن طريق طلبات تعجيزية إنّما يخدم الأجندة الإيرانية لا أكثر. حتّى لو تحجج بالعقدة المسيحية لتغطية لبّ القضيّة.

هناك محاولة واضحة لجعل لبنان ورقة إيرانية
في حواره الطويل مع الزميل مرسيل غانم، قدّم الرئيس سعد الحريري، المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية، كل ما يستطيع تقديمه من أجل تسهيل إيجاد حكومة تحظى بغطاء شعبي من جهة، وتستطيع تقديم شيء للبلد من جهة أخرى. ولكن ما العمل مع طرف يعتقد أنّه قادر على تأخير تشكيل الحكومة من أجل استرضاء “حزب الله” وإيران من دون أخذ في الاعتبار للوضع الاقتصادي المتدهور؟

كلّ ما يقال عن أن العقدة المسيحية – المسيحية تؤخر تشكيل الحكومة اللبنانية صحيح. أقله ظاهرا. هناك من يعتقد أنّ المطلوب حصر التمثيل المسيحي بما يسمّى “التيار الوطني الحر” الذي يرئسه جبران باسيل. بكلام أوضح، يريد باسيل إلغاء “القوات اللبنانية” التي لديها خمسة عشر نائبا في مجلس النوّاب، إضافة إلى أنّ لديها اتفاقا في غاية الوضوح بالنسبة إلى تقاسم الحصص المسيحية في الدولة مع “التيّار الوطني الحر”.

من لديه أدنى شك في ذلك، يستطيع العودة إلى اتفاق معراب الذي وقّعه فريق رئيس الجمهورية ميشال عون مع “القوات اللبنانية” برئاسة سمير جعجع، وهو الاتفاق الذي أوصل عون إلى موقع رئيس الجمهورية. أصبح ميشال عون رئيسا للجمهورية بعد اقتناع “تيّار المستقبل” أنّ لا خيار آخر غير خيار ملء الفراغ الرئاسي وأن لبنان في حاجة إلى رئيس للجمهورية.

 أيّدَ سعد الحريري انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية من زاوية يقينه بأنّ في الإمكان التوصّل إلى تسوية مع الرجل، فضلا عن أن ثمّة حاجة إلى انتظام العمل في مؤسسات الدولة. هناك حاجة إلى ذلك في ظلّ أزمة داخلية، على كلّ المستويات وفي ظلّ تحديات إقليمية لم يشهد لبنان مثيلا لها، حتّى في عز الحرب الأهلية بين العامين 1975 و1990.

ينسى جبران باسيل أمرا في غاية الأهمّية والبساطة في الوقت ذاته. هذا الأمر هو أنّ سعد الحريري لا يزال رئيسا لمجلس الوزراء، على الرغم من أن حكومته حكومة تصريف أعمال. في استطاعته الاستمرار في رئاسة هذه الحكومة إلى يوم القيامة. ليس ما يجبر سعد الحريري على تشكيل حكومة غير توافقية تستجيب لطلب الجنرال قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني. سارع سليماني إلى الإعلان، بعد ظهور نتائج الانتخابات اللبنانية التي أجريت استنادا إلى قانون عجيب غريب لا علاقة له بالمنطق والتقاليد الديمقراطية، أن إيران صارت تمتلك أغلبية برلمانية في لبنان.

من يؤخر تشكيل الحكومة اللبنانية عن طريق طلبات تعجيزية إنّما يخدم الأجندة الإيرانية لا أكثر. حتّى لو تحجج بالعقدة المسيحية لتغطية لبّ القضيّة والمشكلة من يعتقد أن النظام السوري عائد إلى لبنان، إنّما يعيش في الأوهام في أحسن تقدير. يكفي للتأكّد من ذلك الاطلاع على المقابلة التي أجرها بشّار الأسد مع صحيفة كويتية وهمية نقلت عنه قوله إنّ “سوريا عائدة إلى دورها المحوري العربي”.

 كيف يمكن لشخص، يعتبر نفسه رئيس دولة، البناء على حديث مع شخص يدعي أنّه صحافي كويتي من دون أي سؤال عن تاريخ هذا الشخص وسجلّه العدلي في الكويت نفسها؟ إذا كان مثل هذا الحديث يدلّ على شيء، فإنه يدلّ على مدى الإفلاس لدى النظام السوري الذي لا يزال في لبنان من يعتقد أنّه قوي وأن لديه مستقبلا ما.

يتلخّص ما هو مطروح في لبنان في ضرورة تشكيل حكومة وفاقية تؤمن حماية للبلد. هذا ما حاول سعد الحريري شرحه بكل صراحة وشفافية، بعيدا عن أي نوع من العقد. كشف رئيس الوزراء المكلّف من يعرقل حقيقة تشكيل الحكومة ومن يتحمّل مسؤولية هذه العرقلة التي تضع لبنان على شفير الهاوية.

هذا ليس وقت تصفية الحسابات مع “القوات اللبنانية” ومع وليد جنبلاط ومع الدروز عموما، كما يفعل النظام السوري في السويداء ومحيطها. هذا وقت تأكيد أن صفحات الحروب اللبنانية وحروب الآخرين على أرض لبنان طويت. هذا وقت القول لإيران إن الحكومة اللبنانية يشكلها الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية، وأن لبنان ليس ورقة إيرانية تستخدم في المواجهة مع الولايات المتحدة. مشكلة إيران مع الولايات المتحدة ومع إدارة ترامب ليست مشكلة لبنانية.

 من حقّ اللبنانيين القول لكلّ من يعنيه الأمر أنّ ليس طبيعيا أن يدفعوا ثمن ما ارتكبه الأميركيون من أخطاء، في عهد باراك أوباما وقبل ذلك في عهد جورج بوش الابن. سلّم جورج بوش الابن العراق على صحن من فضّة إلى إيران في 2003، فيما اعتبر باراك أوباما أن الملفّ النووي الإيراني يختزل كلّ أزمات الشرق الأوسط، وأن لا بأس إذا أطلقت يد إيران في المنطقة من أجل التوصل إلى اتفاق في شأن ملفّها النووي صيف العام 2015. ما ذنب لبنان إذا جاءت إدارة أميركية تعرف جيدا ما هو النظام الإيراني وما الدور الذي لعبه “في دعم الإرهاب منذ العام 1979”، على حد تعبير جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي.

من حق اللبنانيين أن تكون لديهم حكومة تعمل من أجل استعادة الكهرباء والمياه وأن تعالج مشكلة النفايات والطرقات والمطار، وكلّ ما من شأنه إعادة الحياة إلى بيروت بدل عزل المدينة والسعي إلى تصحيرها وجعل أي مواطن عربي يريد المجيء إليها أو الاستثمار فيها يتردّد في ذلك.

هناك محاولة واضحة لجعل لبنان ورقة إيرانية، بين أوراق أخرى تحاول طهران لعبها في مرحلة ما قبل تشديد العقوبات عليها في تشرين الثاني – نوفمبر المقبل. ليس من مصلحة لبنان الدخول في لعبة من هذا النوع لا يمكن إلا أن ترتدَّ عليه عاجلا أم آجلا. من مصلحة لبنان قراءة موازين القوى الإقليمية جيدا وفي العمق. هناك من دون شكّ انقسام عمودي في البلد بين من يراهن على النظامين الإيراني والسوري، وبين من يراهن على لبنان واللبنانيين وقدرة البلد على التقاط أنفاسه. هناك ما يكفي من الهموم اللبنانية للابتعاد عن الرهانات الخاسرة.

من المفترض تسمية الأشياء بأسمائها وامتلاك ما يكفي من الشجاعة للاعتراف بأن رفيق الحريري كان الشخص الذي أعاد الحياة إلى بيروت تمهيدا لجعل التجربة الناجحة تعمّ كل لبنان. كان في لبنان كهرباء في العام 1996 وذلك قبل عملية “عناقيد الغضب” التي ركزت فيها إسرائيل على تدمير محطات الكهرباء في البلد. لم يعد سرّا لماذا اغتيل رفيق الحريري أو من يقف وراء الجريمة التي استهدفت اغتيال لبنان. هل من ملحق في العام 2018 لتلك الجريمة، ملحق واجهته أولئك الذين يضعون العراقيل في طريق تشكيل الحكومة؟

jordantodayonline

GMT 15:19 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

لماذا كل هذه الوحشية؟

GMT 15:17 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

عن حماس وإسرائيل ... عن غزة و"الهدنة"

GMT 15:21 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

لجان الكونغرس تدين دونالد ترامب

GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين ترامب وإيران… ما ذنب لبنان بين ترامب وإيران… ما ذنب لبنان



ارتدت فستانًا أسود دون أكمام وبقصّة الأوف شولدرز

سيرين عبدالنور تخطف أنظار متابعيها في أحدث إطلالاتها

القاهره_العرب اليوم

GMT 20:08 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

البساطة عنوان منزل نانسي عجرم في جبل لبنان

GMT 08:28 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

أعداء الثورة

GMT 21:46 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر الرزاز يُؤكّد على أنّه لا ضرائب جديدة في عام 2020

GMT 04:03 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهان عمر تحمل "إيباك" مسؤولية دعم حكومة نتنياهو

GMT 16:33 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

منصة "Wear OS" توفر للمستخدمين مزايا ساعة أبل الذكية

GMT 15:14 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

أحمد حسن يكشّف سر فشل انتقال خريبين إلى "بيراميدز"

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طفلة تُحارب مرض السرطان وتحتاج إلى نوع دم نادر

GMT 01:01 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

التلفزيون الملون لم يدخل بيوت الآلاف في بريطانيا

GMT 19:07 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"هلا أورغانيك" يأتيك بمفهوم جديد للطعام اللبناني الصحي

GMT 13:27 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

منتخب تونس لليد يستعد لدورة ألعاب البحر المتوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline
jordantodayonline jordantodayonline jordantodayonline
jordantodayonline
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab