مدرسة الشهيد سلمان الصفدي

رغم كل الإجراءات التي حاول المجتمع المحلي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية ومديرية التربية اتخاذها لمنع الفوضى ووصول السلاح إلى صدور الطلاب، كانت كارثة مقتل الطالب في الصف الحادي عشر علمي قصي عماد بالي من مدرسة الشهيد سلمان الصفدي في مدينة صلخد جنوب سورية، القشة التي قصمت ظهر الناس، ووحدتهم من الخوف الذي اعتراهم على أبنائهم.

فالطالب المعروف عنه التهذيب والذكاء تصدى لمحاولة شابين يركبان دراجة نارية عندما بدءا يتحرشان بزميلاته الطالبات، فما كان من أحدهما ويدعى تمام الجوهري إلا القيام بسحب سكين حاد وراح يغرسها بجسد قصي ، وكانت الطعنة الرابعة وسط القلب، حيث فارق الحياة على الفور وسط صدمة كبيرة وعويل الموجودين الذين شاهدوا زميلهم يسبح في دمه ويخرّ صريعاً دون أن تنقذه شهامته.

ووسط حالة من الفوضى تمكن القاتل من الهرب ، والتوتر يسود حتى اللحظة مدينة صلخد بكاملها خوفاً من ردة الفعل المفترضة من قبل أهالي الطالب المغدور.

وعزى الجبليون القضية برمتها إلى القرارات التي جعلت المدرس الحلقة الأضعف في المجال التعليمي وغياب الرادع الأخلاقي، وعدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بوضع التربية ككل، فتحولت الأجيال إلى العنف، والتصدي للمشاكل بالسكاكين والأسلحة.

وقد عانت مدارس السويداء طوال فترة الأزمة من انتشار العصابات التي كانت تحتل البوابات الخارجية للمدارس من أجل التحرش بالفتيات، دون أن يستطيع أحد السيطرة عليهم. وكانت المفاجآت بالأسلحة التي بحوزتهم، وتعرضهم المتعمد لأهالي الطلاب وإهانتهم أمام أبنائهم.

واكدت  مصادر موثوقة   أن أهل القاتل سارعوا بتسليم ابنهم للجهات المختصة، ليتم محاكمته بما اقترفت يداه، ومنعاً لأي ردات فعل تخرق النسيج الاجتماعي في المدينة، وقد طالب الأهالي بإنزال أقصى درجات العقوبة، بالسرعة القصوى حتى يكون رادعاً لغيره من الشباب الطائشين، ومنعاً لتكرار الأمر قبل أن يتسرب اليأس إلى القلوب من بطء المعالجة والروتين الذي جعل القضاء في دائرة الشك بعد عدة جرائم قتل متعمدة طالت الأبرياء بوضح النهار، وكانت ردة الفعل فيها ضعيفة.