انتهى الهلال الأحمر القطري من إرسال شحنة جديدة من المساعدات لإغاثة اللاجئين والمتضررين السوريين في مخيمات النزوح خارج وداخل سوريا، وذلك في سياق الجهود الحثيثة التي تبذل لتلبية احتياجات اللاجئين المتنوعة، بجميع أشكالها الطبية والغذائية والإنسانية في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية التي تعصف بالسوريين. وتعد تلك الشحنة هي الثالثة في إطار حملة تضمنت 100 طن من المساعدات الإغاثية ، والتي تشمل: أجهزة طبية وملابس ومواد غذائية وبطانيات وأدوية ومستلزمات طبية بدعم من وزارة الخارجية، كما قام الهلال بتوفير مساعدات متنوعة طبية وخلافها بالتعاون مع الجهات المشاركة في دعم الحملة المتمثلة في مؤسسة (راف) وقطر الخيرية. وفي معرض تعليقه على الدعم الأخير، أثنى سعادة الأمين العام للهلال الأحمر القطري صالح بن علي المهندي ، على جهود وزارة الخارجية القطرية الموجهة لدعم اللاجئين السوريين، وقال :" إن قيادة دولتنا الكريمة لا تدخر وسعا في تذليل أية عقبة تقف أمام المنظمات الخيرية في سبيل إيصال المساعدات لإخواننا السوريين؛ لمساندتهم وشد أزرهم في الأزمة الطاحنة التي يمرون بها". واحتوت الشحنة على عدد كبير من المساعدات الطبية والإغاثية لصالح السوريين في المناطق التي يعمل الهلال الأحمر القطري على مساعدتهم فيها. وجرى التنسيق مع الهلال الأحمر التركي لتسهيل تخليص شحنة المساعدات، واستقبال الوفد الطبي في تركيا، كما تم تأمين ثلاث سيارات شحن كبيرة لتفريغ طائرة المساعدات، وإرسال الشحنة إلى معبر باب السلامة على الحدود التركية السورية؛ لإدخالها إلى سوريا بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري ومكتب الإغاثة السوري في المعبر، وذلك لتأمين استلام الشحنة والمواد الإغاثية وتوزيع المواد الطبية. واستكمالا لسد الاحتياجات، تم التجهيز واستلام شحنة المساعدات الثانية في يوليو الماضي، حيث قام فريق الهلال الأحمر القطري بعثة تركيا والفرق العاملة على الأرض بتحضير المعونات واستلامها بشكل يضمن الحفاظ عليها وإيصالها لمستحقيها. وتسهيلا للإجراءات اللوجيستية تم استئجار مستودع بمساحة 1500 متر مربع على الحدود السورية التركية ؛ لتجنب نقل المعونات على دفعات عبر المعبر التركي وصعوبة تخليصها كل مرة. وتأتي تلك المجهودات استكمالا للجهود الإنسانية التي بدأها الهلال الأحمر القطري منذ مارس 2011 لإغاثة اللاجئين والنازحين السوريين المتضررين جراء الأحداث، ومن بينها حملة "ساعدونا" التي أطلقها الهلال في بداية شهر أكتوبر الماضي. ويقوم الهلال الأحمر القطري في المجال الطبي بتقديم العناية الصحية للجرحى والمرضى السوريين من خلال أربعة مشاف في "طرابلس، وسلمى، وتل أبيض ومشفى الأطفال التخصصي، حيث تم تقديم الرعاية الصحية الثانوية لأكثر من 31 ألفا، وتقديم الرعاية الصحية الأولية لأكثر من 50 ألف حالة في مستوصفات باب السلامة، وتل أبيض، وباب الهوى. كما تمكنت كوادر الهلال الأحمر القطري من استيعاب الكثير من حالات النزوح، حيث تم تقديم المأوى و الغذاء ومستلزمات التدفئة والدعم الصحي لحوالي 22 ألف نازح، بالإضافة إلى تأمين المواد الأساسية للإقامة، خاصة في ظروف الشتاء القاسية. وتسعى بعثة الهلال الأحمر القطري للعمل بشكل دؤوب لمد يد العون للأخوة السوريين، والحفاظ على كرامتهم الإنسانية، وإكمال الرسالة العظيمة التي وضعتها دولة قطر بين أيديهم.