المكسرات

كشفت دراسة علمية حديثة، أنَّ الناس الأقل عرضة لأمراض القلب لديهم وهم "حماية العقاقير المخفضة للكولسترول"، مؤكدة أنَّ الأفضل لهم تناول الكثير من المكسرات وزيت الزيتون، فضلًا عن استبدال النظام الغذائي من حين إلى آخر.

وأكدت الدراسة التي أجراها 3 أطباء ونشروها في مجلة "الواصف" البريطانية الرائدة في إدارة الأدوية، أنَّ على الأطباء أن يصفوا للمرضى نظامًا غذائيًا صحيًأ يعطي فوائد مماثلة لتناول العقاقير المخفضة للكولسترول .

وأوضح الأطباء أنَّ الوصفات التي تشمل عقاقير خفض الكولسترول من الممكن أن يكون لها آثار جانبية مُضرة، في الوقت الذي توفر فيه فائدة قليلة للمرضى، فلا يجب أن تقدم عقاقير خفض الكولسترول "وهم الحماية" الذي يجعل كثير من الأفراد ينخرطوا في سلوكيات نمط حياة غير صحي.

وأشاروا إلى أنَّ أسباب 80% من أمراض القلب والأوعية الدموية ترجع إلى عوامل نمط الحياة بما في ذلك نظام غذائي غير صحي، تدخين، وقلة ممارسة النشاط البدني.

وتشمل بدائل العقاقير المخفضة للكولسترول، تناول تفاحة واحدة يوميًا تساعد على منع النوبات القلبية والسكتات الدماغية بشكل فعال، فضلًا عن تناول المكسرات أو أربعة ملاعق من زيت الزيتون يوميًا والمكسرات مثل اللوز والبندق والجوز الأميركي، وبعض مكسرات الصنوبر والفستق، وذلك لأنها تحتوي على مستويات عالية من الدهون الجيدة التي يمكن أن تخفض الدهون الضارة في الدم.

يُذكر أنَّ كاتبي الدراسة هم طبيب أمراض القلب الدكتور اسيم مالهوترا والدكتور أندرو آبس، مع أستاذ علم الأوبئة السريرية ونائب الرئيس المنتخب للكلية الصحة العامة سيمون كابويل.

وأبرزت الدراسة أنَّه يمكن وصف مخفضات الكولسترول بشكل فعال للرجال فوق الـ60عامًا والنساء فوق الـ65عامًا، كما يمكن وصف مخفضات الكولسترول للأصغر سنًا في حالة ارتفاعه بنسبة كبيرة في الدم، وللمدخنين، والذين يعانون من السمنة المفرطة، أو الذين لديهم تاريخ عائلي قوي من مشاكل القلب.

وأشارت الأرقام إلى أنَّ ثمانية ملايين بريطاني يتناولون مخفضات الكولسترول، بتكلفة سنوية تقدر 450 مليون جنيه إسترليني، ويصف الأطباء مخفضات الكولسترول فقط لمن لديهم خطر بنسبة 30%  للتعرض إلى نوبة قلبية، ولكن تم خفض هذه المخاطر إلى 20% في عام 2005.

وحذر خبراء في الولايات المتحدة العام الماضي، من أنَّ الناس من الممكن أن تستخدم مخفضات الكولسترول كعذر لوضع كثير من الزبد في شرائح اللحمة.

ولفتت الدراسة إلى أنَّ المرضى الذين يتناولون مخفضات الكولسترول يأكلون المزيد من الدهون والسعرات الحرارية، ويزيدون في الوزن بشكل أسرع من أولئك الذين لا يتناولون تلك العقاقير، ربما لأنها توفر "الطمأنينة الكاذبة".

وتوصل بحث مستقل إلى أنه لا يوجد تقليل في الوفيات أو الأمراض المزمنة لمن هم أقل عرضة للتعرض لأمراض القلب الذين يعتمدون على تناول مخفضات الكولسترول؛ لكن هناك ١ من ١٤٠ فرصة لتجنب أزمة القلب غير المميتة من الممكن أن تؤدي إلى خطر صغير كالإصابة بمرض السكري نتيجة لتناول الدواء.

وصرَّح الدكتور مالهوترا، قائلًا "بالنسبة إلى هؤلاء الأفراد المعرضين لخطر منخفض، فإنَّ فوائد مخفضات الكولسترول قليلة حتى في أحسن الأحوال، فلا يجب أن ينخدعوا بوهم الوقاية الذي يمكن الكثير من الأفراد من الانخراط في سلوكيات غير صحية لنمط حياتهم".

وأضاف "إنَّه يجب تبديل الوصفات الطبية الشاملة للأقل عرضة للإصابة بأمراض القلب، بمعلومات تركز على المريض نفسه والتي تمكن الناس من اتخاذ قرارات أكثر استنارة"، متابعًا "تُعد إثارة الذعر في وقتنا الحالي أمر شائع جدًا، وذلك من خلال المبالغة بفوائد مخفضات الكولسترول أو المخاطر التي تأتي بعد تناولها حتى لو تم تقليل الآثار الجانبية الخاصة بهم".

وأعلنت الدراسة أنَّ تجارب عشوائية مضبوطة ممكن أن تقلل بجدية الآثار الجانبية مثل آلام العضلات، موضحة أنَّه على الأقل ١٧ ٪ من المرضى يعانون من آثار سلبية في دراسات عشوائية غير مضبوطة تمت عن طريق الملاحظة.

ونوّهت بأنَّ النشرة الطبية الخاصة بشركة "فايزر" للأدوية المكتوبة داخل عقار "اتورفارستاين"، أكدت أنَّه "من الشائع أن تصيب الآثار الجانبية ١ من ١٠ مرضى، حيث تتضمن احتقان الحلق، والغثيان، ومشاكل في الجهاز الهضمي، وآلام العضلات والمفاصل، وزيادة نسبة السكر في الدم".

وعلى الرغم من أنَّ معظم تلك الأعراض تتوقف بتوقف المريض عن تناول العلاج, إلا أنَّ نسبة الخطر التي تصل ١٪ للإصابة بمرض السكري تُعزى الآن  مباشرة إلى مخفضات الكولسترول، فلا يمكن أبدًا الاستخفاف بها.