واشنطن ـ رولا عيسى يساعد كوب من النبيذ يوميًا في تحسين فرص الشفاء من سرطان الثدي لدى النساء، والتقليل من الإصابة بأمراض القلب المميتة، بعدما قالت دراسة سابقة أن الكحول تسبب في 13 ألف إصابة، من أصل 300 ألف، كل عام في المملكة المتحدة.  ألقت البحوث السابقة باللوم على الكحول في الإصابة بأمراض سرطان الثدي و المريء والفم والأمعاء، حيث أشارت التقديرات إلى أن 5 % من حالات سرطان الثدي وقعت لسبب تناول الكحوليات، وأن تناول كوبين من المشروبات الكحولية يوميًا، يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي بمقدار الخمس، دون أن يتضح كيف يحفز الكحول على نشاط سرطان الثدي، ولكنه قد يعمل عن طريق رفع مستويات هرمون "الأستروجين" في الجسم.
في حين أثبتت دراسة أميركية جديدة أن تناول القليل من هذه المشروبات، قبل وبعد التشخيص، لا يؤثر على احتمالات الوفاة بسرطان الثدي، حيث أكد الخبراء أن 15% من النساء اللواتي كن يتناولن الكحول بمعدلات معقولة، أي من 3 إلى 6  أكواب في الأسبوع، خلال السنوات التي سبقت التشخيص بالسرطان، كن أقل عرضة للوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية، التي تُعد السبب الرئيسي للوفاة بين الناجين من سرطان الثدي، مقارنة بالذين لا يتناولونه، لكن تناول البيرة أو المشروبات الروحية ليس له الفائدة ذاتها، كما أن تناولها بمعدلات أعلى قد يضر في احتمالات الشفاء.
وقاد الدراسة، التي نشرت في دورية "Clinical Oncology" (علم الأورام السريري)، رئيس برنامج الوقاية من السرطان في مركز "فريد هاتشينسون" لأبحاث السرطان في سياتل البروفيسور بولي نيوكومب، الذي قال أن "النتائج التي توصلنا إليها يجب أن تكون مطمئنة للنساء اللواتي يعانين من سرطان الثدي، لأن تجاربهن السابقة في تناول الكحول لن تؤثر على شفائهن من المرض، وهذه الدراسة توفر أيضًا المزيد من الدعم، للتأثير المفيد من تناول الكحول بكميات معتدلة، فيما يتعلق بالأمراض القلبية الوعائية".
واستندت الدراسة على بيانات 23 ألف سيدة تقريبًا، اللواتي شاركن في دراسة سرطان الثدي التعاونية، برعاية المعهد الوطني للسرطان، وأرسلت حوالي 5 ألاف مشاركة استبيان المتابعة بين عامي 1998 و 2001، عن عاداتهن في تناول الكحول بعد التشخيص، حيث وجد الباحثون بين المشاركات في الدراسة، اللواتي لديهن تاريخ من سرطان الثدي، أن كمية ونوع الكحول المستهلكة في السنوات التي سبقت إصابتها، لم يتم ربطها بسرطان الثدي، ولكن تم ربط تناول من 3 إلى 6 أكواب من الكحوليات في الأسبوع، في السنوات التي سبقت تشخيص السرطان، مع نسبة 15% أقل من احتمالات الوفاة بأمراض القلب، مقارنة بالذين لا يتناولونه.
وبالمثل، فإن مقدار ونوع الكحول المستهلك بعد تشخيص سرطان الثدي لا يؤثر في احتمالات الشفاء من السرطان، ولكن خطر الموت من أمراض القلب أصبح أقل بنسبة 50%.
وقال نيوكومب أن "بعض أنواع سرطان الثدي تنشط عن طريق هرمون الأستروجين، الذي يعززه الكحول، لذلك قد يكون متناولي الكحول أكثر عرضه للإصابة، ولكنهم يكونون تحت السيطرة بصورة أكبر، من خلال الأدوية، التي يمكن أن تمنع إمدادات هرمون الأستروجين، ما يجعل المرضى أقل عرضة للتأثر بالكميات المتواضعة من الكحوليات، وبالإضافة إلى ذلك، من المعروف أن كميات صغيرة من الكحول لها تأثير معروف في الحد من مشاكل القلب"، وأضاف أنه "يمكن أن يكون هذا النوع من سرطان الثدي، الذي يصيب النساء اللاتي يتناولن الكحوليات، أكثر استجابة لعلاج الحد من الهرمون"، موضحًا أن "المبادئ التوجيهية لمركز الرعاية الصحية تنصح الرجال بشرب ما لا يزيد عن ثلاثة إلى أربع وحدات في اليوم، في حين أن المرأة لا ينبغي أن تتناول أكثر من ثلاث وحدات في اليوم".
ويوصي صندوق أبحاث السرطان العالمي بتقليل المشروبات الكحولية بنسبة كوبين في اليوم للرجال وواحد للنساء، للحد من خطر الإصابة بالسرطان.