مرض غامض فتك بالمرأة التي رسمها اندرو وايث في لوحة عالم كريستينا

تظهر لوحة عالم كريستنيا التي رسمها أندرو ايث في عام 1948 امرأة شابة ملقاة على الأرض في يوم مشرق وسط العشب الأصفر في حقل كبير، وبالنظر أكثر في اللوحة تظهر الشابة وهي عاقفة ساقيها بطريقة غريبة وكأنها معاقة، وتعتبر هذه اللوحة واحدة من أشهر الاعمال الاميركية في القرن 20 والتي أسرت النقاد لعدة عقود.

ويعتقد الاطباء بعد سنوات من النقاش حول المرض الذي كانت تعاني منه الشابة في الصورة أنها ربما مريضة بمرض عصبي غامض، وكان وايث قد قال أن امرأة اسمها انا كريستينا اولسون هي صاحبة الصورة وألهمته بعد أن شاهدها تزحف على المرج من نافذة منزله، وكانت كريستينا صديقة وجارة للسيد وايث وغالبا ما رسمها في مواقف اخرى، ولكن مرض ما اصابها مما جعل قدرتها على المشي واستخدام يديها تتراجع، وتوفيت عن عمر يناهز 74 عاما مع مرض لم يعرف في ذلك الوقت، على الرغم من أن بعض المؤرخين كانوا يعتقدون انها ربما كانت تعاني من شلل الاطفال.
  
وكشف البروفيسور من مستشفي مايو كلينيك في روتشستر مارك باترسون انه من المرجح أن كريستينا كانت تعاني من شكل مبكر من مرض شاركو ماري توث وهو عبارة عن مجموعة من الاضطرابات الوراثية التي تؤثر على الأعصاب الطرفية، ويمكن أن يؤدي الى مشاكل كبيرة في الحركة، واستعرض الاستاذ باترسون تاريخها الطبي ودرس أيضا كل اعمال وايث التي رسمها بما في ذلك هذه اللوحة، مشيرًا الى أن " كانت هذه حالة تشد الانسان، وكانت اللوحة هي المفضلة لي منذ فترة طويلة، واعتبر مسألة مرض كريستينا لغزا طبيا اثار فضول الكثيرين، وأعتقد أن حالتها في صورتها هذه تعكس المرض."


 
صورة : قال الرسام اندرو وايث ان انا كريستينا اولسون هي من الهمته لرسم هذه اللوحة بعد أن شاهدها تزحف من نافذة منزله، وقد توفيت عن عمر 75 عاما بمرض غامض تركها غير قادرة على المشي.


وقدمت النتائج في المؤتمر السنوي التاريخي الثالث والعشرين الذي عقد في جامعة ميريلاند في كلية الطب، ويخصص المؤتمر لتشخيص الاضطرابات التي تعاني منها الشخصيات التاريخية، وفي الماضي ركز الخبراء على أمراض الشخصيات التاريخية مثل لينين وداروين ولينكولن، وتحدث في المؤتمر محرر في مجلة الجمعية الامريكية الطبية توماس كول.
 وصرح الدكتور فيليب ماكويك المشارك الذي أسس المؤتمر في عام 1995" هذه قطعة مذهلة من عمل المخبر الطبي، وهذا يعني أن الطب قد تقدم كثيرا في العقود القليلة الماضية."

ويعتبر مرض شاركو ماري توث مرض عصبي وراثي يؤدي الى تلف الاعصاب الطرفية والاعتلال العصبي الحسي، وتكون فيه الاعصاب الطرفية خارج الجهاز العصبي المركزي الرئيسي الذي يتكون من المخ والحبل الشوكي، وهي التي تسيطر على العضلات ونقل المعلومات الحسية مثل اللمس، وتظهر أعراضه في ضعف العضلات في القدمين والكاحلين والساقين واليدين وعدم القدرة على المشي وقدم مقوسة وخدر في القدمين والذراعين، وتبدأ عادة أعراض المرض بالظهور بين عمر 5-15، وبالرغم من انها احيانا لا تظهر قبل منتصف العمر أو حتى في وقت لاحق، وتعتبر من الامراض التي تتقدم مع الوقت وبطريقة بطيئة مما يجعل المهام اليومية صعبة على الانجاز عند المرضى المصابين بهذه الحالة.