المتطرف أبوعمر الشيشاني

توصّل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني إلى تسمية الحقائب الوزارية للحكومة، وحدد المعايير اللازمة للترشح لهذه الحقائب، مؤكداً أنه اقترب من الانتهاء من تشكيلة الحكومة المرتقبة، فيما قصف سلاح الجو الليبي، الجمعة، مواقع تنظيم «داعش» الإرهابي في مدينتي بنغازي ودرنة شرقي ليبيا، وأكدت المخابرات البريطانية، وصول متطرف شيشاني إلى سرت لقيادة التنظيم الإرهابي.

وأشار المجلس الرئاسي في بيانه الخميس: «إنه ومن خلال آليات اتخاذ القرار في المجلس الواردة في الاتفاق السياسي تم تحديد عدد الحقائب الوزارية ومسمياتها، وتحديد المعايير اللازمة للترشيح لهذه الحقائب دون إقصاء أو تهميش لأي من مكونات الشعب أو تياراته السياسية».

وأكد المجلس أنه ملتزم بما جاء في الاتفاق السياسي من إعلان مبدأ التوافق بين أعضائه، ومشاركتهم جميعاً في اتخاذ القرارات بكل شفافية.
وأعرب المجلس عن أسفه لتغيب نائب رئيسه، علي القطراني، عن جلسات الخميس، ودعاه للعودة إلى الاجتماعات من أجل إنجاز الاستحقاقات الوارد في الاتفاق السياسي.
وكان القطراني قد احتج في تصريحات، على سيطرة «الإخوان المسلمين» على قرارات المجلس، وكذلك على آلية عمل المجلس المخالفة لبنود الاتفاق السياسي، بخصوص تشكيل الحكومة.

من جهة أخرى، أكد مصدر عسكري رفيع المستوى بغرفة عمليات سلاح الجو الليبي، أن مقاتلات حربية تابعة لسلاح الجو الليبي استهدفت موقع التنظيم الإرهابي بالمحور الغربي، كما استهدف طيران السرب العمودي تجمعات بمحور سيدي فرج بمدينة بنغازي، وتجمعات التنظيم بحي 400 بمدينة درنة.
وأوضح المصدر، أن طائرة حربية استهدفت، الأربعاء، قطعة بحرية مُحملة بالذخائر غرب بنغازي، بعد رصدها بمنظومة الرادار البحري، وإبلاغ غرفة عمليات سلاح الجو بقاعدة بنينا الجوية.

وقال مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث ببنغازي، إن المستشفى استقبل قتيلاً واحداً وجريحاً من الجيش، جراء معارك بنغازي.
من جانب آخر، أفادت تقارير المخابرات البريطانية، بأن القائد المتطرَف «أبوعمر الشيشاني» يقود التنظيم الإرهابي في ليبيا، حيث دخلت قافلة من 14 سيارة تحميها عربات مدرَعة إلى معقل التنظيم في سرت، ويُعتقد أن من بينهم الشيشاني الذي ولد في جورجيا، وجنّد العديد من المقاتلين الأجانب إلى التنظيم المتطرَف، بما في ذلك بعض البريطانيين.

ويُعتقد أن هناك مقاتلين بريطانيين من بين المتدفقين إلى ليبيا، وجاء نقل المتطرَفين البريطانيين إلى البلاد بعد تلقي دعوة من قبل متطرَفي التنظيم البارزين الذين استخدموا وسائل الإعلام الاجتماعية لإقناع المقاتلين الأجانب بتجنَب الرقابة المشددة على حدود تركيا.
وذكرت صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، أن «القيادي الغامض صاحب اللحية الحمراء، وصل إلى سرت بصحبة مجموعة من مقاتليه، ليل الإثنين الماضي». وأضافت الصحيفة أن «التنظيم نشر بعد وصول الشيشاني بساعات، أسماء العشرات من الذين حُكم عليهم بالإعدام من قِبل جهاز القضاء الخاص بالتنظيم، بينما تم تنفيذ عمليات بتر أيادي بعض المخالفين للشرع وفق تصور التنظيم».

ودحض الشيشاني بوصوله إلى سرت، أنباء سابقة أكدت مقتله في بعض الأحيان، أو إصابته في أحيان أخرى. ويُعرف الشيشاني بوحشيته وقدرته على استقطاب أشرس المقاتلين من جنسيات مختلفة، كان من أبرزهم البريطاني المعروف باسم «الذباح جون» الذي قُتل العام الماضي في غارة جوية.
على صعيد آخر، أعلنت الحكومة التونسية، أمس، اتخاذ العديد من الإجراءات العاجلة وتشكيل لجان محلية في إطار خطة طوارئ تحسباً لعملية عسكرية دولية محتملة في ليبيا، وما قد ينتج عنها من تدفق لليبيين إلى أراضيها.

وقالت الحكومة في بيان إن رئيسها الحبيب الصيد «أذن لمحافظي جهات الجنوب الشرقي بتشكيل لجان محلية تضم مختلف الأطراف المعنية»، بهدف اتخاذ الاحتياطات الضرورية وإعداد خطة عمل على مستوى كل محافظة للاستعداد للتعامل «الناجع والميداني»، مع ما قد يطرأ من مستجدات وأوضاع استثنائية في ليبيا.
واحتجز خفر السواحلي الليبي، الخميس، نحو 70 بحاراً تونسياً كانوا على متن 13 مركباً، بتهمة الدخول في المياه الإقليمية الليبية.
وقال عميد جمعية البحارة بمدينة جرجيس التونسية إن مراكب الصيد اقتربت من المياه الإقليمية الليبية لكنها لم تتجاوزها، مطالباً السلطات في البلدين بالتنسيق السريع لتسهيل إجراءات عودة البحارة ومراكبهم.