الدكتورة كارولين عثمان

يوحي سن اليأس بالتشاؤم والاكتئاب؛ بل وربما عدم الرغبة في الحياة فهو عنوان ـ في أذهان ووجدان الكثيرات من النساء ـ على اليأس بكل ما تعنيه هذه الكلمة، من فقدان الأنوثة، وعدم القدرة على العطاء، بل-وأحيانا- انتهاء دورها في الحياة كزوجة وإنسانة، هذا ما تتخيله بعض النساءـ للأسف الشديد ـ وكأنها حينما ينتهي بها العمر إلى تلك المرحلة سينتهي مع بدايتها كل شيء في حياتها ولن يبقى معها إلا اليأس؛ حتى باتت هذه المرحلة شبحًا مخيفًا يطارد نفسيات المقبلات على تلك المرحلة. ويعتبر سن اليأس تجربة ذاتية تختلف من سيدة لأخرى ، فبعض النساء تلاحظ تأثيرًا خفيفًا على الجسم أو المزاج، بينما البعض الآخر يعانين من تأثيرات مزعجة ومعطلة للحياة وترصد دكتورة كارولين عثمان أهم هذه الأعراض كيفية التقليل منها قدر المستطاع هي:
 الهُبّات الساخنة

 تعتبر الهبّات الساخنة من أكثر الأعراض المرافقة لسن اليأس شيوعًا؛ حيث تصيب أكثر من 60% من النساء، وفيه تشعر المرأة بإحساس حراري مفاجىء في القسم العلوي من الجسم أو في كل الجسم. يتوهج عندها العنق والوجه، وقد يترافق مع بقعات حمراء على الصدر ـ الظهر ـ الساعدين. أحيانًا يعقب التوهج فترة من التعرق الغزير، ثم يتلوها قشعريرة باردة عندما تبدأ درجة حرارة الجسم تتكيف من جديد. تستمر الهبات الساخنة لبضعة دقائق، وأحيانًا تستمر لأكثر من 30 دقيقة.

 تحدث الهبّات الساخنة في أي وقت من اليوم، وتزيد حدة هذه الهجمات نتيجة عوامل غذائية وشدات نفسية مختلفة، مثل: القهوة – الكحول - المشروبات الساخنة ـ الأطعمة الحارة – حالات الشدة والعصبية والقلق والتوتر الشديد.

 الاضطربات النفسية

وهي أيضًا من أشهر الأعراض المصاحبة لهذه الفتره السنية؛ حيث يضيق الصدر لأتفه الأسباب هذا بالإضافة إلى القلق، وعدم القدرة على النوم، وتغير المزاج، وزيادة الشكوك، والوسوسة، والاكتئاب بلا مبرر.

هشاشة العظام
 لقد وجد أن المرأة ذات البشرة البيضاء نحيلة الجسم أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام من المرأة ذات البشرة الداكنة أوتلك المصابة بالسمنة.
كيف يزداد تأثير الأعراض المصاحبة لسن اليأس؟
وتقول دكتورة كارولين إن العوامل التي تؤدي إلى زيادة الأعراض المصاحبة لسن اليأس يمكن حصرها في الآتي:

1- العوامل الشخصية والدوافع النفسية: فشخصية المرأة ودوافعها النفسية  في فترات حياتها المختلفة، قبل دخولها مرحلة سن اليأس (توقف الطمث)ـ لها دور كبير في زيادة تلك الأعراض أو تقليلها عند المرأة في تلك المرحلة؛ فهناك شخصيات تكون أكثر ثباتًا في الأزمات والمواقف الصعبة بشكل عام .
2- عدد فترات الحمل والإنجاب: تشير الدراسات أنه كلما زادت خصوبة المرأة تأخر –إلى حد ما- سن توقف الطمث.
3- عمل المرأة:  فإن مشاكل فترة توقف الطمث تكون أكثر حدة عند ربات البيوت، عنها في النساء العاملات.
4- سن الزواج: فكلما تأخر سن زواج المرأة أدى ذلك إلى تقدم سن توقف الطمث.

 5- عوامل شخصية وبيئية: مثل مستوى المعيشة وطبيعة المجتمع الذي تعيش فيه (زراعي –صناعي)؛ بل إن بعض الدراسات تشير إلى أن سن اليأس أو سن توقف الطمث يأتي مبكرًا نسبيًا وبمشاكل أكثر –إلى حد ما – في البلاد الحارة.

 ومن أهم الفيتامينات التي يمكن أن تقلل من أعراض سنّ اليأس ما يلي:

 الهرمونات البديلة . وعلى رأس تلك البدائل:

 1- الفيتواستروجين: وهو مستخرج الأستروجين النباتي ويمكن أن يستخدم في علاج ترقق العظام أو حتى منع حدوثه، وكذلك في علاج مشاكل سن اليأس الأخرى، والفيتواستروجين له قليل من الأخطار والأعراض الجانبية وليس له موانع استخدام.

 

 2- عقار التيبولون (لييفيال) وعقار الريزيندرونات (الأكتونيل: وهو من العقارات المهمة لما لهما من دور فعال في منع وعلاج هشاشة العظام؛ وذلك من خلال تقليل معدل فقد الكالسيوم من العظام، وكذلك يظهر دورهما الفعال في تقليل ومنع النوبات الحرارية وكثير من المشاكل التى تحدث في هذا السن.

 

 3- الفيتامينات المهمة مثل: فيتامين ب، د، هـ ، ج ، وبخاصة فيتامين د والذي يستخدم مع الكالسيوم في علاج هشاشة العظام في هذه المرحلة. ويكثر أيضًا استخدام بعض المعادن الأخرى مثل أملاح الفلوريد والماغنسيوم.

 

  4- بعض الهرمونات مثل:   هرمون الكالستيونين: من أهم الهرمونات المستخدمة في علاج تلك المرحلة، ويكثر تواجده في أسماك التونة، هو ذو دور فعال في علاج هشاشة العظام. وكذلك هرمون الغدة الدرقية وبخاصة المنتج المعد بواسطة الهندسة الوراثية ، ويعطى استخدام هذا الهرمون أفضل نتائجه في زيادة كثافة العظام وعلاج هشاشتها عندما يستخدم لمدة عام. ويتبعه استخدام الاليندرونات (البايفوسفونات).

وتعطى بعض مضادات الاكتئاب الحديثة مثل: (الباروكستين والفلوكستين) وكذلك عقار الجابابنتين المستخدم في علاج التشنجات، ولهما نتائج جيدة في علاج النوبات الحرارية والاكتئاب المصاحب لسن اليأس.

 

5- الوخز بالإبر : يقلل من أعراض سن اليأس مثل الحرارة والتعرق ويستمر تأثيرها لمدة 3 أشهر، وهي فعالة في علاج أعراض سن اليأس عند النساء.

 

كما أن هناك بعض النصائح التي أثبتت فاعليتها في التصدي لنوبات القلق والاكتئاب المصاحبة لهذه المرحلة:

·    أول شيء ينبغي عمله هو أن تحدد المرأة السبب وراء إحساسها بالاكتئاب وتعمل على تصحيحه .

·     ممارسة الرياضه الخفيفة واليومية للمحافظة على الصحة والنشاط.

·     الإكثار من الخضار والفواكه للمحافظة على الفيتامينات والمعادن المفيدة.

·    الإقلال من المواد الدهنية والأملاح.

·     الإكثار من ساعات النوم والاهتمام بالراحة الجسدية.

·    إقامة الصداقات: لاشك أن السيدة في هذه السن الناضجة يمكنها إقامة صداقات مفيدة ومهمة مع سيدات أخريات في مثل سنها، تقوم من خلالها بأنشطة مختلفة تهدف إلي صالح المرأة بصفة عامة.

·    الذهاب للطبيب والبداية بأخذ العلاجات المناسبة لأنها تخفف من الصداع والاكتئاب النفسي.

وتضيف دكتورة كارولين أن العادات الغذائية تعتبر إحدى العوامل التي تفسر الاختلاف في أعراض سن اليأس، فالنساء الأقل عرضة للإصابة بكسور الحوض و هشاشة العظام هن من الدول الأسيوية؛ حيث يحتوي الغذاء الآسيوي على كمية عالية من مادة (phytoestrogen حوالي 200 ملغم يوميا في الغذاء الآسيوي مقارنة بـ 5 ملغم يوميًا في غذاء الدول الغربية). و تعتبر حبوب الصويا(soybean) المصدر الغني بهذه المادة، و هي في تركيبها مشابهة لهرمون الاستروجين الموجود في جسم المرأة، و بذلك تسهم في التقليل من أعراض سن اليأس.

لقد أظهرت الدراسات التي أجريت في أميركا أن وجود كميات كافية من بروتين الصويا في الغذاء أو الأدوية ـ يساهم في تقليل الكوليسترول في الدم، ويقلل من الإصابة بتصلب الشرايين، وتحسن من وظائف الشرايين؛ و بذلك تقلل نسبة الإصابة بأمراض القلب, كما أثبتت الدراسات أنه لا توجد أضرار جانبية من استعمالها لفترات طويلة. أيضًا وجد الباحثون أن تناول أقراص تحتوي على المعادن و الفيتامينات مثل فيتامين E بمقدار (I.U 400-1200 ) في اليوم يقلل من الحرارة و التعرق الذي تشعر به كثير من النساء في سن اليأس. كما تحتاج المرأة في هذا السن إلى أقراص غنية بالكالسيوم و فيتامين D  لتقلل من نسبة التعرض لكسور الحوض بمقدار 22%.

 وممارسة التمارين الرياضية مهم جدًا لسلامة العظام والوقاية من أمراض القلب؛ حيث أن ممارسة الرياضة مرتبط بنقصان الوزن، و انخفاض ضغط الدم، وانخفاض مستوى الكوليسترول في الدم؛ فقد وجد أن النساء اللاتي يمارسن الرياضة بصورة منتظمة هن الأكثر حيوية، والأقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم و السكري، والأقل عرضة للإصابة بأعراض سن اليأس؛ حيث تسهم الرياضة في التقليل من الكآبة و تحسين حالة النوم، إضافة إلى تقليل العرق و الحرارة وهما من أكثر ما يقلق النساء في سن اليأس.