مجوهرات TALISMANIA

صحيح أنّ المغرب العربي ومصر شكّلا مصدر إلهام لعلامة Chaumet، إلّا انّ جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية ظلّ منطقة لم تتعمّق العلامة في استكشافها بعد ولم تطأ رجلها العالم الباريسي للمجوهرات الراقية. ولكنّ اللقاء الذي حصل بين علامة Chaumet والفنان الكيني إيفانز مبوجوا جعل العلامة تنصبّ نحو هذا الجزء من القارة الأفريقية، لتستكشف حناياها وتستلهم منها أروع تصاميم المجوهرات الراقية. استوحت علامة Chaumet من أعمال هذا الفنان البارع الذي دائماً ما يُسلّط الضوء على الألوان النابضة بالحيوية والحياة، ويستعين بعملية تفكير إبداعية زاخرة بالمعلومات المُكتسبة والحسّ الروحي الغني. ومن هنا وُلد من رحم التعاون الذي جمع بين الفنان إيفانز مبوجوا وعلامة Chaumet أحد المواضيع التي تتناولها هذه المجموعة المتميّزة من المجوهرات الراقية.

كنوز أفريقيا تلهم شوميه

تروي مجموعة "تريزور دافريك"Tresors d’Afrique التي طرحتها شوميه في 2018، قصّة تتألّف من خمسة أجزاء عن الأوجه المتعدّدة لقارّة أفريقيا.

 بادئ ذي بدء، أفريقيا التي ألهمت تعابيرها الفنية كلّاً من أبولينير وبيكاسو وديرين وفلامينك وبراك، وبالتالي أدّت دوراً هاماً في أعظم الثورات الجمالية والفكرية التي شهدتها باكورة القرن الماضي، من المدرسة الفوفية إلى التكعيبية والسريالية. وتجدر الإشارة إلى أنّ أفريقيا هي القارة الأخيرة التي حكمت فيها إمبراطورة، حيث تُحدّد المجوهرات مكانة الشخص. في الواقع، لم يسبق لأيّ قارّة أو بلد أن ارتقى بفنّ التزيّن بالمجوهرات إلى هذا المستوى من الإبداع والتطوّر، حيث تتّخذ الجوهرة آلاف الأشكال والاستخدامات وترمز إلى الجاذبية والقوة، وتجمع بين الجمال والهيبة. بالفعل، للمجوهرات رمزية كبيرة تُعبّر الكثير عن الشخص الذي يرتديها، وتُشكّل تعويذة تحميه من الشرّ. وبما أنّ علامة Chaumet تبتكر مجوهرات وأكاليل ملؤها العواطف، وجدت أرضية مشتركة بين إبداعاتها التي تروي من خلالها أجمل القصص والمجوهرات الأفريقية المتميّزة لتبتكر مجوهرات مثالية للارتداء في حفلات الزفاف ترمز إلى العظمة عندما تتوّج رأس الشخص بالذهب والأحجار الكريمة أو الشعر المجدول بمهارة. وبما أنّ دار Chaumet لطالما كانت تميل إلى تناول مواضيع الطبيعة في تصاميمها، ابتكرت مجموعة "تريزور دافريك" لتروي لنا قصّة أفريقيا التي تفتخر بطابعها الأصيل والكريم، وتقدّم مختلف الكنوز والقصص المشوّقة.

قصيدة تُزاوج بين الألوان والمواد الغنية

تُحاكي مجموعة "تريزور دافريك" حيوية الفنون التي تزخر بها أقاصي العالم، وتمزج بين الألوان والمواد والقوامات التي أعادت صياغتها أنامل مصمّمي علامة Chaumet الذين دائماً ما يتخطّون حدود التقنيّات المُعتمدة لصنع المجوهرات من أجل ابتكار تصاميم لم يشهد مثلها أحد. تضمّ المجموعة تشكيلات عدة من بينها Talismania.

من الزمرّد الأخضر الآسر والياقوت الأصفر السيلاني اللافت للأنظار والياقوت الأحمر القاني الجذّاب والياقوت الأزرق السيلاني الذي يتّخذ شكل نبتة القنطريون العنبري: تتغنى مجموعة المجوهرات هذه بجمال أحجار استثنائية. اقترنت أحجار الإسبينيل الحمراء والعقيق اليوسفي، بالإضافة إلى الكريستال الصخري والملكيت والفيروز واللازورد والعقيق لتشكّل مجموعة مجوهرات راقية تُنشد قصيدة تُزاوج بين الألوان والمواد الغنية.

تُزاوج مجموعة "تريزور دافريك" بين المعادن الصلبة وأرقى أنواع الأحجار الكريمة والجواهر المتميّزة والمواد العضوية النادرة، لتستحضر بها تراث قارّة أفريقيا العريق. وتُناغم بين الأخشاب والأحجار الصلبة لتخلق تناقضاً مفاجئاً يندرج مع شفافية وبريق الأحجار الكريمة والذهب. وتُحاكي الدار فنّ المجوهرات المنحوتة، مستخدمةً الشكل الدائري لخشب الأبنوس لصنع أزرار الكمّ في مجموعة "تاليسمانيا"، ومانحةً انحناءات سلسة عند دمج العقيق في مجموعة "كاسكاد رويال"، وناحتةً رأس فيل من حجر الأوبال الوردي. 

تأتي مجموعة مجوهرات تاليسمانيا على شكل منحوتات تتّسم بأشكال عضوية، وتضمّ أزراراً وخواتم مستوحاة من الفن الأفريقي وقطعه المزخرفة. ويُسلّط الضوء على أحجار "شوغر لوف" ذات قصّة الكابوشون من خلال إدراج مادة الذهب بألوان مختلفة تُذكّرنا بسلال أغاسيكي المجدولة في رواندا. تتخلّل هذه المجموعة باقة واسعة من المواد، مثل خشب الأبنوس والحجارة الصلبة والعقيق اليماني والأحجار الكريمة، وتتميّز بألوان وأحجام متباينة.

إنّ إعجاب علامة Chaumet بعناصر قارّة أفريقيا ألهم صاغة المجوهرات ليرتقوا بأعمالهم إلى ذرى أعلى من الإبداع ويعتمدوا منظوراً جديداً ويحتذوا بخبرة Chaumet الواسعة في مجال إتقان صنع المجوهرات من المعادن. يُعدّ الذهب المعدن المفضّل لصنع الزخارف الأفريقية، فهو يُنسج مثل السلال ويتمّ اختيار لونه بحسب الأحجار الكريمة من أجل خلق تناغم مثالي في قطع مجموعة "تاليسمانيا". أمّا عند صنع بروشات مجموعة "إيسبييجلوري" فقد صُقل أو طُليَت به القطع لتتوّج رأس الأسد بشكل شعيرات. تتشابه هذه التصاميم مع الابتكارات التي صنعها بيير ستيرلي لعلامة Chaumet في الستينيّات والتي استخدم فيها هذا المعدن النفيس، سواء كان مصقولاً أو خاماً أو بشكل أهداب انسيابية، تنبعث في كلّ قطعة روح خاصّة بها.