مفتشة البلدية صاحبة قصة البوعزيزي تعاتب نفسها على اعتقاله
آخر تحديث GMT10:35:18
 الالأردن اليوم -

بعد خمسة أعوام من الربيع العربي وانتشار الموت في البلاد

مفتشة البلدية صاحبة قصة "البوعزيزي" تعاتب نفسها على اعتقاله

 الالأردن اليوم -

 الالأردن اليوم - مفتشة البلدية صاحبة قصة "البوعزيزي" تعاتب نفسها على اعتقاله

السيدة فايدة حمدي
لندن - سليم كرم

أوضحت السيدة فايدة حمدي، التي كانت تعمل مفتشة للبلدية في مدينة سيدي بوزيد في تونس عام 2011 صاحبة قصة البائع المتجول محمد البوعزيزي، أنها ومحمد "ضحايا على حد سواء".

وأضافت فايدة: "هو خسر حياته وأنا حياتي لم تعد كما كانت، عندما أنظر إلى المنطقة، وبلادي أندم على كل شيء، فالموت في كل مكان والتطرف ينتشر، والأرواح البريئة تٌقتل".

وتتساءل فايدة حمدي عن ما إذا كانت مسؤولة عن كل ما حدث في العالم العربي، بعدما صادرت عربة الخضروات الخاصة بالبائع المتجول محمد البوعزيزي منذ خمسة أعوام.

ووفقا لصحيفة "التليغراف" البريطانية فإن الشاب في حالة من اليأس قرر إشعال النار في نفسه احتجاجًا على ذلك أمام مكاتب مجلس البلدية، ليموت في غضون أسابيع عشرات من الشبان العرب الذين تبعوه في فعلته، ثم أطاح الشعب التونسي بالرئيس زين العابدين بن علي، وبدأت شرارة الربيع العربي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تحل الذكرى السنوية الخامسة لاندلاع شرارة الربيع العربي في العالم بدءا من تونس، فإن سورية والعراق يشتعلان، وليبيا انهارت وأصبح للتطرف والقمع قدم وساق في المنطقة.

وأفادت فايدة لـ"التليغراف" في ذكرى الاحتفال بهذه المناسبة: "أتمنى في بعض الأحيان لو لم أفعل ذلك أبدًا، مضيفة أنه بعد اعتقالها من نظام بن علي على خلفية القضية وإسقاط كل التهم عنها وإطلاق سراحها ثم أطيح بالرئيس لينصب اهتمام وسائل الإعلام على مصر وليبيا وسورية.

وتابعت: "أشعر أنني مسؤولة عن كل شيء، فبعد خمسة أعوام تحولت منطقة الشرق الأوسط بالكامل، إلا أن تونس لم تتغير سوى قليلًا، وخصوصًا في البلدات الفقيرة مثل سيدي بوزيد".

وأضافت: "في بعض الأحيان ألوم نفسي وأقول كل ذلك بسببي، أنا صنعت التاريخ منذ كنت هناك بما فعلته، ولكن انظروا إلينا الآن، فالتونسيون يعانون كما هو الحال دائمًا".

ورأت مفتشة البلدية السابقة، أن هناك كثير من الأساطير حول قصة البوعزيزي، التي أشعلت الغضب العميق في العالم العربي، كما كان هناك الكثير حول طبيعة الانتفاضات وسقوط بن علي لاحقا، ولكن الحقيقة الأساسية هي أن الفساد والبيروقراطية الخانقة، والدول البوليسية القمعية التي حجمت قطاع كبير من الشباب في جميع أنحاء المنطقة، دفعت ضحاياها إلى التضحية بأنفسهم  تعبيرًا عن شعورهم بالإحباط.

وتوصلت دراسات متلاحقة إلى أن التضحية بالنفس أصبحت بالفعل عمًال شائعًا في تونس، وأحصت نحو 15% من جميع حالات الحروق في المستشفيات في تونس، ففي غضون ستة أشهر، حذا أكثر من 100 تونسي حذوهم، وعشرات آخرين في جميع أنحاء العالم العربي من المغرب إلى السعودية والعراق، أشعلوا النار في أنفسهم.

ووفقا للصحيفة البريطانية، لم يكن في تصور عديد من المراقبين كم الفوضى التي ترتبت على رحيل بن علي بعد أسابيع من الاحتجاجات، واستقل طائرة للسعودية مع زوجته وجزء كبير من احتياطي الذهب في البلاد.

وأطيح بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، بعد 18 يومًا من المظاهرات من ميدان التحرير في القاهرة، ثم اضطر العقيد معمر القذافي للخروج بعدما تحولت الاحتجاجات إلى حرب أهلية ثم حرب دولية مع قوات التحالف الجوي الغربية.

وجاء بعد ذلك مقتل القذافي  في تشرين الأول / أكتوبر 2011، واشتعلت النيران في سورية، وبدأ الغرب يتأرجح حول دوره، مع الآثار التي يمكن لا تزال مرأى العين حاليًا، فليبيا وسورية وأجزاء كبيرة من العراق لا زالت دولًا فاشلة، كما تحولت الانتفاضة الاجتماعية إلى صراع بين الإسلاميين مع الحكومات العلمانية والسياسيين، ثم بين الطوائف الدينية، وانقلب كل من السنة والشيعة على بعضهما.

وعلى الرغم من يأس السيدة فايدة من استمرار الفقر في تونس، فإنه ينظر على تونس بأنه الناجح الوحيد في الربيع العربي، إذ شهدت البلاد موجتي من الانتخابات العامة في الأعوام الماضية مع حزب النهضة الإسلامي المعتدل، الذي فاز في البداية، قبل أن يخضع للمعارضة في مواجهة تحالف بين الأحزاب العلمانية التي تضم أعضاء من النظام السابق في العام الماضي، ليتوصلا إلى اتفاق عن طريق التفاوض مع رئيس حزب النهضة راشد الغنوشي، الذي وافق على التخلي عن السلطة على الرغم من القوة الانتخابية للحزب.
وذكر الغنوشي للصحيفة في وقت سابق أنه وزملاءه قرروا تقديم تنازلات بعد النظر في ما تعنيه القيمة الأساسية للديمقراطية، وأضاف أن حكم الأغلبية بـ 50% من الأصوات ليس كافيًا".

وأردف الغنوشي: "كنت أعرف دائمًا، منذ بداية الانتقال السياسي في تونس، أن علينا السعي إلى التحالفات، وفي أول حكومة لحكم النهضة كانت جنبًا إلى جنب مع الحزب العلماني الذي يمثل يسار الوسط".

واستطرد: "فكرنا أن تشكيل حكومة ذات أغلبية لن يكون كافيًا، ثم فأدركنا أننا بحاجة أكثر إلى مزيد من الآراء"، واعتبر الغنوشي أن الفرق بين تونس ومصر صارخ، حينما أشار في حديثه إلى ومصر وسورية والعراق وجميع البلدان بأنها أكثر تعقيدًا وصعوبة من تونس.

وتظل الحقيقة أن حزب النهضة قلل مطالب الإسلاميين عندما تم وضع دستور البلاد، والوثيقة الناتجة بفوزهم بـ 94% من الأصوات في التجمع الدستوري البلاد حسب الصحيفة، أما في مصر فحاولت جماعة الإخوان المسلمين، التي فازت  بالرئاسة بنسبة 52 % إلى 48% فرض دستور إسلامي بمرسوم، وتم الإطاحة به في انقلاب بعد سبعة أشهر فقط.

ولا يزال الغنوشي متفائلًا بشكل غربي، إزاء مستقبل الديمقراطية في العالم العربي، وقال: "كان عام 2011 نقلة من الاستبداد في العالم العربي، التاريخ أظهر أن الانتقال إلى الديمقراطية ليس خطا مستقيمًا، فالتحولات التي جرت في فرنسا وبريطانيا أخذت أكثر من 100 عام".

ورأت الصحيفة أنه في نهاية الحروب يتذكر قليلون أما السيدة فايدة أو حمدي، ورغم أن الاثنين يظهران كطرفي نقيض إلا أنهما متداخلان في صناعة التاريخ.

jordantodayonline

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفتشة البلدية صاحبة قصة البوعزيزي تعاتب نفسها على اعتقاله مفتشة البلدية صاحبة قصة البوعزيزي تعاتب نفسها على اعتقاله



GMT 16:23 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ثاني سيدة من أصول فلسطينية تدخل الكونغرس الأميركي

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز إطلالات ميلانيا ترامب سيدة أمريكا الأولى عاشقة الأزياء

GMT 00:08 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ضجة على مواقع التواصل بسبب ضرب شخص زوجته حتى الموت في الصين

GMT 08:32 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل المكالمة الأخيرة للأميرة ديانا مع أبنائها

GMT 00:00 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

فتاة أميركية تبحث عن رجل أنقذها منذ 10 أعوام لتشكره

GMT 19:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارلا مسعود مصرية تحولت من شاب إلى فتاة

GMT 13:24 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارلا مسعود صعيدية تحولت من شاب لـ فتاة

ارتدت فستانًا أسود دون أكمام وبقصّة الأوف شولدرز

سيرين عبدالنور تخطف أنظار متابعيها في أحدث إطلالاتها

القاهره_العرب اليوم

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

مُصفّف يُفاجئ عروس بأسوأ "تسريحة شعر" قبل زفافها

GMT 19:53 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تمتلك "أتيليه" في الإسكندرية خلال أحداث "حكايتي"

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

اقتراح لتأسيس شركة طيران مشتركة بين سورية والقرم

GMT 05:34 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

إشكالية الكاتب مع العلاقات العربية المتوترة

GMT 01:35 2017 السبت ,28 كانون الثاني / يناير

دالي يوسف مريم ريان تعرض " بلقيس " في معرض القاهرة الدولي

GMT 06:13 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

مواصفات الموديل الجديد من سيارة بي أم دبليو 2017

GMT 20:53 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ماريو سواريز ينتقل بشكل رسمي إلى الدوري الصيني

GMT 03:36 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض منزل ريفي للبيع يعود إلى ثورة الفلاحين الإنكليزية

GMT 23:48 2015 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

جثمان شهيد الوطن السهيان يصل مطار الجوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline
jordantodayonline jordantodayonline jordantodayonline
jordantodayonline
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab