غزاوية تتحدّى التقاليد المُحافِظة وتُمارس الملاكمة بدعم عائلتها ومُدرّبها
آخر تحديث GMT10:35:18
 الالأردن اليوم -

غزاوية تتحدّى التقاليد المُحافِظة وتُمارس الملاكمة بدعم عائلتها ومُدرّبها

 الالأردن اليوم -

 الالأردن اليوم - غزاوية تتحدّى التقاليد المُحافِظة وتُمارس الملاكمة بدعم عائلتها ومُدرّبها

الشابة هبة عبيد
غزة - العرب اليوم

رغم التقاليد المحافظة ونظرة المجتمع السلبية إلى ممارستها لرياضة تتطلب الكثير من القوة فإن الشابة الغزاوية هبة عبيد تصرّ على ممارسة الملاكمة بدعم عائلتها ومدربها، حالمة بالألقاب العالمية.

تتجوّل الشابة هبة عبيد (20 عاما) بزيّها الرياضي وقفازاتها الضخمة داخل نادي خدمات البريج وسط قطاع غزة، إذ تستعد لتمرين لعبة الملاكمة مع مدربها، وتجري تمارينها بأنفاس قوية متتالية وتركيزها العالي للتعليمات مع إصرار بداخلها على الاستمرار.

وذكر تقرير لموقع DW، أن الرياضة هي موهبتها وتخصصها الجامعي اختارت أن تغامر في الملاكمة وتنضم لدورة تدريبية لكي تصبح ملاكمة وتنافس دوليا، حيث قالت هبة عبيد عن الملاكمة خلال حديثها مع DW عربية: "الملاكمة تحتاج إلى قوة وذكاء وتركيز في تصدي وتوجيه الضربات للاعب الذي أمامك، أحب الرياضة من الطفولة ولدي عدة أنشطة رياضية، لكن هذه اللعبة بالذات كانت مغامرة وما زلت مستمتعة بهذه المغامرة بتطوير قدراتي على مدار الثلاثة أشهر السابقة".

ورغم صعوبة هذه الرياضة التي يمكن أن تصبح نزالاتها دموية في بعض الأحيان، فعقبة انتقاد المجتمع لكونها لاعبة ملاكمة هي الأكبر بالنسبة لها، والتي أدت إلى توقفها عن اللعب لفترة ومن ثم العودة مرة أخرى.

تتذكر هبة ذلك قائلة: "تعرضت للكثير من الانتقادات من بينهم صديقاتي وغيرهن الذين يعتبرون اللعبة للشباب فقط ولا يفضل أن تلعب الفتاة ملاكمة أبداً، وانتقاد الشباب لي في كل مرة أذهب الى النادي عندما يروا معي قفازات الملاكمة بأن اللعبة ليست لي ولكنها لهم". تصمت هبة قليلاً وتتحسس قفازاتها الضخمة وتضيف قائلة: "جعلوني أتوقف عن التدريب وأنسحب منه، ولكن تشجيع المدرب جعلني أعود مرة أخرى للعب".

وتوضح الملاكمة الفلسطينية الشابة أن التعليقات التي تتعرض لها من الواقع أكثر من "فيسبوك" بكثير، "فالعديد من صديقاتي جعلوني أخاف من اللعبة بأنها قد تصيب وجهي بتشوه من الضربات".

وتقول هبة مضيفة: "المجتمع قاسٍ بطبعه على الفتاة لأنه لا يتقبل وجودها في رياضة مثل هذه، ولكني لا أهتم كثيرا للتعليقات لأن أهلي موافقين على ما أقوم به".
رغم الانتقاد الواسع من المجتمع والذي يقسى عليها كثيراً، تجد هبة حضناً دافئاً بين عائلتها التي تشجعها، حيث تتمسك والدتها برغبة ابنتها في هذه اللعبة وتشجعها على المشاركة في مسابقات دولية.

عن ذلك تقول صبحية أبو قينص (41 عاماً)، والدة هبة: "طلبت لابنتي جواز سفر لكي تشارك في أي مسابقة دولية، ولا زلت أشجعها رغم الانتقاد للعبة، فأنا أرى ابنتي عندما تخرج وأعلم ماذا تفعل لهذا لا أهتم للمجتمع ولما يقوله، ولكن أحافظ على ابنتي بنصائحي لها دائما ودعمها المستمر".

كما وتعتبر هبة "فيسبوك" من الأدوات المهم بالنسبة لها لأنها ترى أن الناس عرفوا أنها لاعبة ملاكمة من خلاله، قائلة: "أنشر صوري بشكل مستمر على الفيسبوك وعائلتي خارج غزة عرفوا بلعبتي وأعجبوا بها كثيراً، بالإضافة إلى أن التواصل المستمر مع اللاعبات في الخارج أستفيد منه كثيراً ويشجعني على الاستمرار".

هذا وتعتبر هبة من أقوى اللاعبات والتي كان عددهن 45 لاعبة لكن عددهن تقلص إلى ست لاعبات في النادي بسبب نظرة المجتمع ورفضه للعبة، حيث تمتلك هبة يد قوية في اللعب وذكاء في حماية نفسها من الضربات.

ويعود سبب تركيزها إلى غياب أدوات الحماية التي يجب ارتداؤها خلال اللعب، بالإضافة إلى عدم وجود حلبة بسبب قلة الإمكانيات، إذ تقول: "انتبه جيدا للضربات، لأنه لا يوجد واقي رأس أو درع يحمي البطن وحتى واقي لفك الأسنان، هذا الأمر يجعلني حريصة أكثر على نفسي لكي أكون مركزة خلال اللعب لعدم إصابتي بكسر من عدم وجود حلبة تحمينا خلال اللعب".

وفي نهاية حديثها أشارت هبة الى طموحها في الملاكمة قائلة: "الخوف يراودني كثيراً في هذه اللعبة بسبب المجتمع، ولكني أتمسك بحلمي بأن أمثل فلسطين في مسابقات دولية في مختلف المحافل ورفع اسمها كأول ملاكمة تفوز في منافسات خارجية، وسوف أستمر الى حين تحقيقه".

من جانبه يتابع مدربها عماد سعود (35 عاماً)، الذي يشجعها دوماً على الاستمرار في ممارسة الملاكمة، مع اللاعبات بشكل مستمر ويعطيهن نصائح لمواجهة تعليقات وانتقادات المجتمع بمواصلة اللعب والفوز وتحقيق طموحهن. وذلك من خلال عدم الاهتمام للتعليقات وتجاوز كل شيء سلبي يؤثر عليهن، حيث يعقد ثلاثة لقاءات تدريبية في الأسبوع الواحد وكل لقاء مدته ساعة ونصف الساعة.

ويرى سعود أن تدريبات الملاكمة كانت تحدي كبير لخوفهم من عدم تقبل الفتيات لها، ولكنها نجحت بوجود لاعبات على الرغم وجود معيقات أخرى كثيرة: "من أهم المعوقات هي عدم الالتحاق بفرص المشاركة دولياً كأول فتيات ملاكمة من غزة بسبب إغلاق المعبر، إضافة إلى ذلك عدم وجود الأدوات الأساسية الواقية للجسد أثناء اللعبة لكي تستطيع الفتيات التأقلم والتكيف بوجودها خلال اللعب". لكن على الرغم من هذا كله لازالت هبة تواظب على حضور التمارين بشكل مستمر ويرى المدرب فيها لاعبة قوية تستطيع المنافسة دوليا ولديها قدرة على الفوز فيها.

بدوره تحدّث الخبير الرياضي أيمن وادي (45 عاما) عن نظرة المجتمع القاسية للفتاة الرياضية والتي يعتبرها شيئاً منافياً للعادات والتقاليد على الرغم من تساوي الفتاة والشاب في هذه النقطة وهي نصف المجتمع لديها حقوق في كل المجالات، قائلا: "الخناق يزداد على الفتاة في جميع المجالات على الرغم من أن الرياضة أمر عادي في الخارج، ويجب نشر ثقافة الرياضة للمرأة لأنها مهمة جدا".​

 

jordantodayonline

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزاوية تتحدّى التقاليد المُحافِظة وتُمارس الملاكمة بدعم عائلتها ومُدرّبها غزاوية تتحدّى التقاليد المُحافِظة وتُمارس الملاكمة بدعم عائلتها ومُدرّبها



GMT 16:23 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ثاني سيدة من أصول فلسطينية تدخل الكونغرس الأميركي

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز إطلالات ميلانيا ترامب سيدة أمريكا الأولى عاشقة الأزياء

GMT 00:08 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ضجة على مواقع التواصل بسبب ضرب شخص زوجته حتى الموت في الصين

GMT 08:32 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل المكالمة الأخيرة للأميرة ديانا مع أبنائها

GMT 00:00 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

فتاة أميركية تبحث عن رجل أنقذها منذ 10 أعوام لتشكره

GMT 19:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارلا مسعود مصرية تحولت من شاب إلى فتاة

GMT 13:24 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارلا مسعود صعيدية تحولت من شاب لـ فتاة

ارتدت فستانًا أسود دون أكمام وبقصّة الأوف شولدرز

سيرين عبدالنور تخطف أنظار متابعيها في أحدث إطلالاتها

القاهره_العرب اليوم

GMT 16:14 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

بعثة المنتخب المصري لكرة اليد تصل الغابون

GMT 04:19 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

رجل هندي يساعد زوجته على الزواج من عشيقها

GMT 06:43 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

فندق سانت بانكراس تحفة قوطية بفخامة لن تتخيلها

GMT 18:10 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الدونات الأميركية

GMT 04:47 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أستون مارتن تكشف عن مميزات سيارة "فانتاج" الرياضية

GMT 02:11 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مسحوق "الواي بروتين" يتسبب في ظهور حبّ الشباب

GMT 18:17 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

قنديل يعلن عن مفاجئات في برنامج قائمة الخطيب

GMT 15:32 2015 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

"داليا والتغيير" يساعد 3 أطفال من عربصاليم على متابعة دراستهم

GMT 01:03 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

محمد الجدعان يكشف أهمية برنامج "حساب المواطن"

GMT 19:06 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

قائمة سوداء تكشف عن نسبة السعوديات "المدمنات" و"الحشيش" يتصدر

GMT 10:54 2015 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

صراع إكوادوري على لاعب "النصر" أرماندو ويلا

GMT 23:14 2017 الخميس ,21 أيلول / سبتمبر

محلات "MANGO" تكشف عن مجموعة جديدة لموسم الخريف

GMT 16:55 2015 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

العثور على جثث 18 مهاجرًا في صحراء النيجر الثلاثاء

GMT 20:34 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار هاتف LG A190 في السعودية

GMT 23:54 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

ستيفاني مكمان ضمن أقوى 30 رياضية في أميركا

GMT 14:37 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة بشرى في جلسة تصوير تُشبه ميرنا المهندس

GMT 00:33 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

كيكي بالمر تسرق الأضواء بفستانها الأصفر المفتوح

GMT 11:46 2017 الأربعاء ,02 آب / أغسطس

افتتاح معرض "هنري ماتيس في الاستوديو" في 5 آب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline Jordantodayonline
jordantodayonline jordantodayonline jordantodayonline
jordantodayonline
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab